أنا حاسة إني لوحدي في حياتي وفي كل حاجة دلوقتي؛ برغم إني مخطوبة.. سبحان
الله، ساعات بنحس إن الإنسان اللي جنبنا هو أكتر حد حنين وممكن يسمع لنا؛
بس بنطلع غلطانين في تصورنا.
هو الموضوع من الأول إني حبيته، وتقريباً هو كمان، وحسسته إنه كل الدنيا؛ لحد دلوقتي باخاف على زعله ساعات، وباخاف من كلامه وأوامره.
المشكلة
ببساطة إن اللي هو عايزه لازم يتم بالأمر أو الزعيق أو بأي طريقة، عمره ما
فكّر يصلّح من نفسه علشاني.. أنا قلت له كتير واتكلمت وياه، وساعات كتير
باطلع أنا غلط.
والمشكلة فيه إن له أصحاب ممكن يقعد معاهم فينسى إني
طلبت منه حاجة؛ أي حاجة؛ إنما أنا فبعدني عن أصحابي وشغلي، مافيش حد
باتكلم معاه؛ حتى البنات أصحابي.
أخدت جنب من الدنيا، واتخنقت حتى
وهو جنبي، لو عملت حاجة غلط -اللي هو مش غلط بس اللي متفقين عليه- يبقى
يوم، وباتحاسب كتير، وكمان بيوجه لي كلام كتير بطريقة وحشة، مش شتيمة؛ بس
كلام يجرح، مش باقدر أردّ، وباحس إني مخنوقة، باحس إني مش طايقاه؛ برغم إني
بحبه ومش طايقة روحي.
ساعات كتير باحس إني سبب كل المشاكل، بيشككني
في تصرفاتي كلها.. أنا مش عارفة أتصرف ولا أعمل إيه؛ بس حابة إني أبقى
لوحدي وماتكلمش ولا أعبّر له عن حاجة زي ما كنت باتكلم معاه.. مش عارفة،
أنا محتاجة حل.
alex.angelمع
اللأسف يا عزيزتي، هذا هو طبع كثير من الرجال الشرقيين؛ فبعضهم يعتقد أنه
بمجرد أن خطب أو حتى ارتبط بفتاة أنها أصبحت مِلك يمينه، وأن من حقه أن
يأمر وينهى ويعلو صوته، ويضع الحدود والقواعد التي تلتزم الفتاة بها ولا
يلتزم هو.
تجدين الشاب طوال حياته يعيش في كنف أسرته، يطيع والده
الذي يعوله، ولا يستطيع أن يتكلم معه أو يناقشه، وما إن تدخل فتاة في حياته
حتى يُخرج عليها كل عقده السابقة؛ اعتقاداً منه أن الرجولة هي أن يأمر
وينهى ويكون الأعلى صوتاً.
إنه يعتقد أنه يُثبت قوّته وقدرته كرجل
عندما يأمرك أو عندما يصمّم أن تطيعيه؛ حتى في الأمور غير المنطقية؛ فيكون
هدفه من هذه الطاعة فقط هو إثبات أنه صاحب الكلمة الأخيرة والمسموعة..
يريدك أن تبقي فوق الرف في انتظاره بعيداً عن أصدقائك؛ بل في بعض الأحيان
بعيداً حتى عن أسرتك؛ في حين يتمتع هو بكل ما يريد من صحبة ومعارف، وعندما
تحدّثينه، يخبرك أنه رجل ومن حقه فعل ما يريد.. والحقيقة أن هذا ليس من
الرجولة في شيء.
عزيزتي، كارثة الفتيات الآن أنهم يخافون العنوسة، يخافون ضياع عريس من اليد، والشباب يعرفون ذلك ويلعبون على هذا الوتر.
إنه
حين يخطئ في حقك تفوّتين الأولى فيزيد هو؛ فتفوّتين الثانية فيعيش الدور
عليكِ، فتفوّتين الثالثة والرابعة حتى يصبح هذا حقاً من حقوقه، لا يتخيل
كيف يمكن أن تقفي أمامه وتقولين "لا" يوماً ما..
عزيزتي، قبل أن
تُهاني باسم الحب، فكّري في كرامتك وأين هذا الحب من الطرف الآخر، ولماذا
لا يمرر هو الأمور ليثبت أنه يحبك مثلما تفعلين؟؟ أم أن الحب من طرف واحد
فقط؟!
يجب أن تجلسي مع خطيبك يا عزيزتي وتخبريه بكل ما يضايقك،
وتؤكدي له أنه لن يمكنك الاستمرار على هذا الحال، وأنه يجب أن يغيّر من
تعامله؛ فإن تقبّل الأمر وحسّن من أسلوبه؛ فيمكنك التحمل قليلاً وتمرير بعض
الأمور ما دام يفعل المِثْل؛ لتسير المركب؛ أما إن وجدتِ تعنّتاً وشعوراً
زائداً بالأهمية من جانبه؛ باعتبار أنكِ لن تستطيعي أن تتركيه؛ فاتركيه يا
عزيزتي، وليعوضك الله خيراً منه يكون على معرفة بمعنى الرجولة الحقة..
وفّقك الله لما فيه الخير