السلام عليكم.. الحقيقة بجد أنا مش عارفة أبتدي منين!! أنا حتى مش عارفة أخرّج اللي جوايا إزاي بس أنا هاحاول..
مشكلتي إني مش عارفة أفهم نفسي خالص، وأنا عمري ما فكّرت في الموضوع ده قبل كده، لحد ما حبيت واتخطبت.
وخطيبي بيقول لي: افهمي نفسك علشان تقدري تفهميني، وتعرفي تحبيني وتفهمي اللي حواليكي وتحبّيهم.
باتكلم
مع الناس بطبيعتي مش بحب اللف ولا الدوران، اللي في قلبي على لساني،
باتكلم كتير وممكن وسط كلامي أقول كلمة ماكانش قصدي المعنى الوحش؛ بيكون
قصدي حاجة جوايا كويسة.
مش بيكون قصدي أغلط في اللي قدامي بس على
طول باتفهم غلط.. مشكلتي إني مدبّ، أوقات كتير اللي حواليه بيأثروا عليّ،
وأوقات باخد القرار بنفسي.
حاسة بضياع بعد وفاة بابا، كنت باتكلم معاه على طول، ماكانش عايزني أجرّب حاجة علشان ماغلطش وماتجرحش.
أنا دلوقتي في حيرة، مش عارفة أتعامل مع الناس إزاي، أفهم مين الكويس ومين الوحش؟؟ إزاي أعرف اللي جواهم إزاي؟
عايزة
بجد أفهم الدنيا علشان الناس كلها مستصغراني جدا؛ رغم إني عندي 25 سنة،
عايزة لما حد من أهلي أو من أصحابي يجي يسألني عن حاجة أقدر أجاوب ماقولش
مش عارفة.. عايزة أحس إني ليّ وجود وليّ رأي، عايزة أعمل كتير حاجات كويسة
وخير؛ بس اللي حوليّ شايفنها أحلام ودي مجرد أوهام.
شايفة أنه مافيش
اهتمام في البيت من ماما أو من أخويا؛ ماما على طول مع التلفيزيون، ولما
اكلمها تقول لي باتفرج على الفيلم باسمع البرنامج.. يعني الفيلم ولا
البرنامج أهم مني؟!! وأخويا في الشغل على طول، ولما بيرجع يا بيتكلم في
التليفون مع البنت اللي بيحبها، يا إما نايم، يا إما بيتفرج على الماتش.
خطيبي أحلى حاجة في دنيتي، بحبه بجنون لو أطول أجيب له حتة من السما هاجيبها؛ بس على طول بينام زعلان مني.
مش عارفه أتعامل معاه إزاي؟؟ ودي أول تجربة حب ليّ وكلام مع شاب، وماما سيباني لوحدي وأنا خلاص احترت.
حاسة إني تايهة وسط الكل، مش عارفه أنا بحب إيه وبكره إيه؟!
كتير فكرت إني أسيب خطيبي؛ بس أنا بحبه جدا وماقدرش أبعد عنه، دايما بيسألني إزاي بتحبيني وإزاي بتزعليني!!
مش عندي حد أفضفض معاه ويحس بيه، مافيش غير دموعي هي اللي بتفضفض عني.. خلاص بجد تعبت وتعبت كل اللي حوليّ.
إزاي
أتغير والكل يحترم رأيي؟ وإزاي هيحترموا رأيي وهم شايفني صغيرة؟ وإزاي
أتعامل مع خطيبي وأخليه يحبني؟ وإزاي أعرف اللي حوليّ؟ وأهم حاجة إزاي يكون
ليّ رأي ويكون ليّ وجود؟ والأهم جدا إزاي أفهم نفسي؟
آسفة إني طولت
عليكم ودخلتكم في حاجات كتير، أتمنى إنكم توصلوا لحل في مشكلتي، وأتمنى
إني أكون قدرت أوصل لكم الإحساس اللي جوايا.. وبجد شكرا ليكم جدا، وشكرا
على الموقع الجميل ده جدا.
وعليكم سلام الله ورحمته وبركاته.. . شكرا جزيلا على ثقتك وأرجوا الله أن يمكنني من الرد عليكِ وإقناعك.
بداية
عزيزتي رحم الله والدك الكريم، وحقا كثيرا ما يخطئ أولياء الأمور حينما
يحرمون أبناءهم من خوض أي تجربة؛ خوفا عليهم من التعرض إلى مشكلة، أو من
تعرفهم على أناس أشرار أو من أصدقاء السوء.
فهناك حكمة تقول: الحب يحتاج إلى الأدب، والسر يحتاج إلى الأمن، والقرابة تحتاج إلى المودة، والعقل يحتاج إلى التجربة.
فإنسان بلا تجارب لن يكتمل عقله وتفكيره؛ وبالتالي فإن نظرته للأمور من الصعب أن تقارب الصحة.
ولا
أعفي بالطبع والدتك الكريمة وأخاكِ من هذه المسئولية؛ فأنتِ أهم من أي
مسلسل أو برنامج؛ لكن عزيزتي قد لا تجيد والدتك توصيل المعلومة أو نقل
الخبرة لكِ، فلماذا تنتظرين أن تصل لكِ التجربة والخبرة على طبق من فضة؟؟
فمهما حدثتك هي فلن تكون النتيجة كنتيجة اصطدامك أنتِ بأرض الواقع.
بالنسبة
لتساؤلك: "إزاي أعرف اللي جواهم؟"، فاعلمي صديقتي بل وتيقني أن هذا أمر
محير للجميع؛ فالإنسان لغز كبير ومن الصعب بل من المستحيل التعرف على ما في
داخله وما يفكر فيه.
وأرى أن أول خطوات التعرف على شخصية الإنسان
هي درجة قربه من الله عز وجل في الأفعال قبل الأقوال، وتطبيقه لحديث الرسول
صلى الله عليه وسلم: "الدين المعاملة"، ومدى ثبوته على المبادئ والآراء
التي يؤمن بها.
فإياكِ من التعامل مع الإنسان المتناقض، فهو إنسان
بلا مبدأ ومن الصعب تغييره للأفضل مهما قلتي أو فعلتي، ومهما تخيلتِ أنكِ
قادرة على ذلك فلن تجدي نفعا، كما قال تعالى:
{إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ}.
مهما
كنتِ من النوع الاجتماعي تتعرفين على الناس من خلال مرآة عاكسة لأفعالهم،
ولا تفترضين حسن النوايا، فعندما تبدئين التعامل مع أي شخص في الحياة بشكل
عام تعودي أولا أن تسمعي جيدا، ولاحظي طريقة تعامله مع الآخرين، سواء كانوا
جيدين أم سيئين.
فالإنسان صاحب المبدأ حينما تضطره الظروف على
التعامل مع أي أشخاص يضع تعاليم دينه نبراسا يتعامل معهم على ضوئه، لا
يتحدث مع هذا على ذاك أو يصافحه بابتسامة أو يسبه من الظهر.
إذا
لاحظتِ في أي شخص قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "آيات المنافق ثلاث؛ إذا
حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان"، أو إذا كان ممن قال عنهم الرسول:
"إذا خاصم فجر"، فاعلمي أنه مهما كانت علاقته بكِ جيدة فسينقلب عليكِ
بمجرد حصوله على شخص آخر يحقق له رغباته ويتوافق مع شخصيته.
"عايزة
لما ييجي يسألني عن حاجة أقدر أجاوب"؛ ذلك أمر في غاية السهولة فقط الرغبة
الصادقة في المعرفة، وترتيب الأفكار، والإرادة والطموح، وتحديد الهدف،
والإصرار على تحقيقه بإذن الله.
عزيزتي.. أنتِ في الخامسة والعشرين
أي ما زلتِ في مرحلة تكوين الآراء والأفكار المبنية على القراءة والاطّلاع
وحب المعرفة، فقط اقرئي كثيرا، وأرى أن تبدأي بالكتب الصغيرة في أكثر
المجالات قربا منكِ؛ فهذا يشجّعك على المتابعة.
بعد كتب الدين ما
رأيك في قراءة كتب علم النفس؛ للتعرف على أنماط الشخصيات المختلفة بدءا من
شخصيتك حتى شخصية خطيبك، ثمّ كتب علم الاجتماع فهي تفيدك جدا في التعامل مع
الآخرين، وأيضا علم التنمية البشرية، كما توجد كتب تعينك على التعامل مع
خطيبك وزوجك بإذن الله.
أما إذا كانت القراءة ليست من هواياتك
فيمكنك التعرف على كل هذا من خلال متابعة البرامج الهادفة، وحتى النت وفيس
بوك يمكنك الاستفادة منهما، فبدلا من أن يكون فقط وسيلة ترفيهية ومضيعة
للوقت يمكنك استغلاله؛ للتعرف على أي معلومة تعينك على التعامل مع موقف
معين.
"عايزة أعمل كتير حاجات كويسة بس اللي حواليّ شايفينها
أحلام".. لماذا تشغلين نفسك بإرضاء الناس؛ ما دمتِ ترضين ربك وخالقك في كل
عمل تقومين به؟؟!
عزيزتي.. إرضاؤك لله سيضفي عليكِ رضا من نوع خاص،
ويجعلك أكثر تحملا للمسئولية وبالتالي أكثر شخصية ورجاحة عقل، أما حرصك
على إرضاء الناس فسيأخذ من شخصيتك، ويفقدك أحلامك وطموحاتك في تكوين رأي،
أو تحمّل أدنى مسئولية فتكونين مجرد ظل.
لا تقولي سأفعل كذا فهذا
يسمى بالتسويف الذي لا يجدي ولا يحقق أي نتيجة مُرْضية.. فقط توكلي على
الله وافعلي ولا تنتظري رأي الآخرين ما دمتي بإذن الله تفعلين الصواب.
صديقتي..
الرجل الحق يريد من خطيبته التي ستصبح زوجة له، ذات شخصية تنظر وتتأمل قبل
أن تقول أي كلمة، صبورة تقدّر مدى انشغاله بعمله وتحقيق مستقبل أفضل، حنون
تمتص غضبه وتساعده على تحمل مشاقّ الحياة، ذكية تميز بين وقت رجوعه من
العمل ومدى ما ينتابه من ضغط نفسي وعصبي نتيجة تعامله مع مختلف الأنماط،
عاقلة لا عنيدة؛ فالعناد والتصميم على الرأي دون وجهة نظر واضحة هو أول
طريق الخلافات بين أي اثنين.
طبيعية لا متصنعة، فأنتِ بطبيعيتك
المسئولة وهدوئك وخجلك، وجرأتك في الحق، وحيائك الذي يميز الأنثى، وذكائك
المكتسب من الخبرات العملية التي لا تتوقف على مرحلة عمرية، ومن الاستفادة
من خبرات الآخرين حتى من خلال الأفلام والمسلسلات ستكونين جديرة بحب وقرب
خطيبك وزوجك في المستقبل بإذن الله.