أنا مش هاقدر أحكي لحد الموضوع ده غير
ليكم.. أولا أنا عندي 19 سنة، بالصدفة وأنا بادور على موقع على النت دخلته
من فترة اكتشفت إن فيه حد دخل من على اللاب توب بتاعي على موقع جنسي، أنا
أول حد جه في دماغي أخويا؛ شكيت فيه وقررت إني أراقب وأشوف مين اللي بيدخل.
الصدمة
بقى إني ألاقيه والدي!! حسيت إن حد صاعقني بكهربا، خفت منه أوي وطول اليوم
وأنا ساكتة، وفضلت أراقبه، والصدمة الأكبر بقى إني ألاقي والدتي هي كمان
بتدخل على المواقع دي!! بجد أنا حاسة إني خايفة أوي منهم أو الأصح قرفانة
منهم، أنا دلوقتي مشكلتي إني مش عارفة ده من حقهم، ولا هم غلطانين، ولا صح
ولا إيه؟؟!
أرجوكم حد يقول لي إيه المفروض أعمله؟
أتفهم صدمتك الشديدة وأتعاطف معك بشدة وأحترم مشاعرك، وأدعو لك من كل قلبي
بالنجاة من كل المشاعر السلبية وهزيمتها بجدارة، ليس في هذه المشكلة فقط
ولكن طوال عمرك، وأن "تنتزعي" المكاسب دائما من كل أزمة لتتعلمي منها،
ولتقهري الغضب وحتى لا يكون نارا تؤذيك -حماك ربي- ولتجعليه نورا يضئ لك
حياتك، ويكشف لك الكثير من خبرات الحياة.
وأتعاطف معك في الشعور
بالصدمة لما مررت به، وأتمنى أن تتخذي قرارا "بالخروج" من مشاعر الخوف
والاشمئزاز، ليس لتصدري قرارا بالعفو عن والديك، أو "بقبول" ما يفعلانه؛
ولكن لتحمي نفسك من الاستمرار في احتضان هذه المشاعر؛ حتى لا تؤذي نفسك
دينيا ودنيويا.
ولنبدأ بالأولى؛ فمع الاستمرار في الغضب من والديك
لن تتمكني من حسن التعامل معها، وستوقعين بنفسك -لا قدر الله بالطبع- في
دائرة العقوق، وهي من الكبائر والتي أثق أنك لن تقتربي منها أبدا.
وقد حرم الرحمن العقوق حتى مع الوالدين الكافرين، ولاشك أن والديك ليسا بكافرين، مع رفضي التام بالطبع وكراهيتي الشديدة لما يفعلانه.
وأخاف
عليك أيضا مع استمرارك بالغضب أن تقومي بكشف الستر عنهما، والحديث عما
يفعلانه؛ وهو ما ينهي عنه ديننا، ففي الحديث الشريف: "من ستر مؤمنا بالدنيا
ستره الله يوم القيامة"،كما ستقومين بإثارة الشبهات حول نفسك؛ عندما
تذكرين ما يسيء إلى والديك.. فتذكري ذلك.
ونأتي للخسارة الدنيوية؛
حفظك ربي وأسعدك، فالاحتفاظ بالغضب ينهك قواك النفسية والذهنية، كما قد
يؤذيك صحيا –لا قدر الله بالطبع- ويحرمك من الاستفادة من طاقاتك فيما يفيدك
ويسعدك من الأمور المشروعة بالطبع؛ حيث تقومين بتبديدها بالغضب من والديك
وبمحاكمتها ولو مع نفسك فقط.
وأتمنى قراءة مقالي بالموقع.. هل تعتقد أنك إله؟
وأهمس
لك بكل الود والاحترام: أن والديك ارتكبا خطأ فاحشا بالتأكيد، والله وحده
الذي يعاقب ويحاكم، وأنهما يؤذيان أنفسهما دينيا ودنيويا؛ والأولى معروفة
بالطبع فمشاهدة هذه المواقع محرمة دينيا.
والثانية لأن الخالق لم
يحرم شيئا إلا ليحمينا من الأذى؛ فقد ثبت أن مشاهدة هذه المواقع تقوم
بتشويه أفكار من يشاهدها -من الجنسين- عن اللقاء الزوجي و"تحرمه" من
الاستمتاع بالتلقائية والخصوصية في العلاقة الجسدية، وهي السر "الحقيقي"
لنجاح اللقاء الزوجي الذي ينجح بالحب والاحترام المتبادلين بين الزوجين في
كل تفاصيل الحياة اليومية، وليس أثناء هذا اللقاء فقط.
كما أن
مشاهدة هذه المواقع تقدم معلومات غير حقيقية ومبالغ فيها عن هذا اللقاء؛
وهو ما يجعل من يشاهدها لا يرضى أبدا بشريكه بالزواج، ويفسد حياته الزوجية
الحميمة بدلا من توهمه بأنه سيقوم بإنعاشها.
فكل طرف يقوم بمراقبة الآخر والحكم على أدائه بدلا من الاستمتاع بالتجاوب التلقائي.
وقد
يشاهد البعض هذه المواقع من باب الفضول أولا؛ ثم يتحول الأمر للإدمان..
وقد يراها بعض المتزوجين -من الجنسين- لتوهمهم أنها ستقوم بتجديد اللقاء
الحميم، والمؤكد أنها تفسده والأذكى تجنبها وتحسين العلاقة العاطفية بالطرف
الآخر من خلال تفاصيل الحياة اليومية، وأن يكون وسطا؛ فلا يبالغ في
الاقتراب الشديد حتى لا يقتل اللهفة، ولا يبتعد كثيرا منعا لجفاء العواطف.
أما عن سؤالك ماذا تفعلين..
فاسمحي
لي بكل الود والاحترام أن أذكرك بضرورة تجنب الإشارة إلى أنك تعرفين ما
يحدث حتى لا تسوء العلاقة بينك وبين والديك، وأثق أنك تتفهمين حساسية
الموقف، وتعلمي من أخطائهما، ولا تقتربي من هذا الخطأ الفاحش دينيا والمسيء
دنيويا، واصنعي لنفسك حياة جميلة وذكية ونظيفة تستحقينها، ولا تختزلي
والديك في هذه المشاهدات المحرمة، فلا شك أن لديهما جوانب جيدة يمكنك
التركيز عليها لتحمي نفسك من الاقتراب من العقوق، ولتتمتعي بالصحة النفسية
واطردي الغضب منها، وتذكري أن كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون كما
أخبرنا رسولنا الحبيب صلوات الله وسلامه عليه.
وكلما تذكرت ما
يشاهدانه؛ قومي بالدعاء لهما بالتوبة السريعة، وبإمكانك الادعاء بأن اللاب
توب به عطل وأنك ستذهبين لإصلاحه، وقومي بوضع برنامجا يحجب المواقع
الإباحية؛ لتساعدي بإيجابية في إيقاف هذه المشاهدات، وحتى لا يشاهدها أخوك
أيضا.
وأتمنى التركيز على نجاحك في كل جوانب حياتك، وتابعينا
بأخبارك لنطمئن عليك، إن أردت بالطبع، وتقبلي دعائنا لك باجتياز هذه الأزمة
بنجاح، وبحماية نفسك من الشيطان اللعين الذي يحرضك ضد والديك، وأكرر رفضي
وكراهيتي لما يفعلانه، وقد يزين لك تقليدكما فانتصري عليه دائما.. وفقك ربي
وحفظك وبارك فيك.