محمود السبع اوسمتى
عدد المساهمات : 782 تاريخ التسجيل : 08/06/2011 العمر : 58 الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=100001676606043
| موضوع: إتخاذ القرار الأحد يونيو 12, 2011 10:48 am | |
| إتخاذ القرار
اتخاذ القرار د . عائض القرني { فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ } ﴿آل عمران: ١٥٩﴾
إن كثيراً منا يضطرب عندما يريد أن يتخذ قراراً فيصيبه القلق والحيرة والإرباك والشك , فيبقى في ألم مستمر وفي صداع دائم . إن على العبد أن يشاور وأن يستخير الله , وأن يتأمل قليلاً فإذا غلب على ظنه الرأي الأصوب والمسلك الأحسن أقدم بلا إحجام , وانتهى وقت المشاورة والاستخارة وعزم وتوكل , وصمم وجزم , لينهي حياة التردد والاضطراب .
لقد شاور رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس وهو على المنبر يوم أحد , فأشاروا عليه بالخروج , فلبس لأمته وأخذ سيفه , قالوا : لعلنا أكرهناك يا رسول الله ؟ لو بقيت في المدينة . فقال صلى الله عليه و على آله وصحبه و سلم : [ إنه ليس لنبي إذا لبس لامته أن يضعها حتى يقاتل ] الراوي: جابر بن عبدالله رضى الله تعالى عنه المحدث: ابن حجر العسقلاني المصدر: تغليق التعليق - الصفحة أو الرقم: 5/332 خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
وعزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على الخروج .
إن المسألة لا تحتاج إلى تردد , بل إلى مضاء وتصميم وعزم أكيد , فإن الشجاعة والبسالة والقيادة في اتخاذ القرار . تداول رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه الرأي في بدر { وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ } ﴿آل عمران: ١٥٩﴾
{ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ } ﴿الشورى: ٣٨﴾
فأشاروا عليه , فعزم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقدم ولم يلو على شيء . إن التردد فساد في الرأي , وبرود في الهمة , وخور في التصميم , وشتات للجهد , وإخفاق في السير . وهذا التردد مرض لا دواء له إلا العزم والجزم والثبات . أعرف أناساً من سنوات وهم يقدمون ويحجمون في قرارات صغيرة , وفي مسائل حقيرة وما أعرف عنهم إلا روح الشك والاضطراب , في أنفسهم وفي من حولهم .
إنهم سمحوا للإخفاق أن يصل إلى أرواحهم فوصل وسمحوا للتشتت ليزور أذهانهم فزار . إنه يجب عليك بعد أن تدرس الواقعة , وتتأمل المسألة وتستشير أهل الرأي , وتستخير رب السموات والأرض أن تقدم ولا تحجم , وأن تنفذ ما ظهر لك عاجلا غير آجل | |
|