المشكلة تبدأ بأن أخويا
الوحيد متعلم تعليم عالي في إحدى كليات القمة في جامعة خاصة.. تعرّف على
بنت منذ 3 سنوات؛ ولكنها لما تكن بنتاً عادية بل هي الشيطان بعينه.. البنت
دي إحنا كنا بنعاملها كويس جداً وبنرحب بيها.. لحد ما اكتشفنا إنها مدام
وعندها ولد، وامرأة سيئة السمعة، وكمان علمنا بعد ذلك أنها طُلقت من زوجها
لأن زوجها ضبطها مع رجل آخر في بيته.
وكل هذا نعرفه من أخويا لما بيتخانق معاها ويوعدنا إنه مش هيرجع لها تاني، وبرضه بيرجع لها.
لحد
ما عرفنا إنه عايش معاها في شقة إيجار، ولما واجهناه قال لنا إنه
متزوجها.. أبي طلب منه أن يرى عقد الزوج؛ ولكن لم نره، وكل من حولنا علم
بالموضوع واتفضحنا في العائلة وبين الجيران، وصار الناس يتنابزون على أمي
بالكلام حول هذا الموضوع.
أبويا تعب وأصيب بجلطة في المخ أثّرت على يده وقدمه؛ ولكن أخي لم تهتز شعرة من رأسه، واستمر في طريقه مع هذه المرأة سيئة السمعة.
أبي
جرب معه كل الحيل؛ الكلام والتفاهم وطرده من البيت أكثر من مرة؛ ولكنه
يرجع وحده لأنه لم يقدر على فتح بيت آخر.. لدرجة أن أبي بكى له ذات يوم..
وأمي معذبة تشكو وتقاسي طوال الليل والنهار.
كل فرد في عائلتنا
تكلّم معه، ولم يرجع عن طريقه، وحجته أنه سوف ينهي الموضوع لكنه يحتاج بعض
الوقت.. وإحنا بقالنا 3 سنين على الحال ده.
أرجوكم تفيدوني بأي رد.. أشكركم وآسفة للإطالة.
rogyصديقتنا
الغالية.. تذكري معي هذا الموقف عندما حضرت أبا طالب الوفاة وهو من هو عند
رسول الله محبة ورفعة منزلة؛ فهو كفيله وضمينه وناصره.. ماذا حدث؟ لقد
جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: يا عم قل لا إله إلا الله،
كلمة أحاجّ لك بها عند الله. وهو لا ينطق بلسانه فأعاد عليه النبي صلى الله
عليه وسلم؛ فلم ينطقها بلسانه ومات؛ فحزن النبي لهذا حزناً شدياً فأنزل
الله قرآنه بقوله: {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء}
ولهذا يا عزيزتي أقول لك: أخوك اختار طريقه واستسهل سبيل الغواية؛ فماذا تنتظرين من صاحب قلب كهذا؟
أبوك لم يتحمل هذا البلاء فأصيب في جسده وفي نفسه.. وأنتم تشعرون بمرارة الصبر على هذا الأمر وعلى موقفكم أمام الناس.
هو
بلاء من الله فاصبروا جميعاً.. لا تسعوا في هدايته، واتركوا أمره لله.. هو
لن يسمع لأحد، ولو كان له قلب لرقّ لحالكم بعد ما حدث لوالدك بسببه.
أما
عنكم فلا سلامة من ألسنة الناس.. تذكروا قوله تعالى: {ولنبلونكم بشيء من
الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا
أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنّا إليه راجعون}.
ولا تحزنوا عليه ولا تنظروا لوالدكم بشيء سوى أنه في بلاء من الله، وأن مع العسر يسراً.
وسيعوّضكم الله عن صبركم وعن احتسابكم خيراً؛ فهو الذي قال: {ولا تزر وازرة وزر أخرى}